ينطلق فى محراب جسد
من أن هناك معبداً وحيداً حقيقياً على هذه الأرض، هو جسد الإنسان يجب معرفة طقوسَ هذا المعبد وفلسفته، أرضه وكواليسه وأسراره، جنونه وفجوره وهلوساته، حقائقه وأقنعته وأكاذيبه، صوره وظلاله وتجلياته، الجميلة منها والبشعة، الملموسة والمجرّدة، الحسيّة والروحانية على السواء، في تصميمٍ مثقّفٍ ورصينٍ وعارف وعنيد على كسر أغلال المحرمات - توقاًً إلى أعلى سماءٍ للحرية بستحقها يد كل كاتب وعالم وفنان في هذه الحياة.

بورن نسوي: الإباحية بعيون المرأة : بقلم / زائرة مستمرة لجسدى


متعة المرأة لا تقع في صُلْب اهتمام غالبيّة الأفلام الإباحيّة (البورنو أو بورن) الدارجة؛ إذ تُظهر معظم الدراسات أنّ رجالا قد صنعوا غالبيّة هذه الأفلام كي يشاهدها غيرهم من الرجال دون اعتبار لمشاعر النساء أو ما يفضلن مشاهدته.

أحياناً تضمّ الأفلام من هذا النوع مَشاهد مهينة للمرأة. وليس من الواضح دائمًا ما إذا كانت الممثلات يشعرن بالراحة حيال الأمور التي يمارسنه فيها، ناهيك عن المتعة. ثمّة احتمالات كبيرة أنّ التأوّهات التي تطلقها المرأة، بمتعة بالغة وظاهرة، ليست سوى بداية لذروة الجماع، بينما ليس هنالك أدنى شكّ أنّ شريكها الرجل يتمتّع بما يفعل، فالمشهد كله فُصّل على مقاسه، وتلبية لرغباته.

الجميع جذّابون وجذّابات
تقول الباحثة الكنديّة أولغا ماركيز إنّ البورنو النسويّ يتناول الأمور من منظور مغاير.
وتوضّح قائلةً: "الرسالة المركزيّة التي يطرحها البورنو النسويّ هي أن كلّ شخص، مشتهى/ مشتهاة، وكلّ جسد يشكّل مصدرًا للرغبة. بناء على ذلك، يسعى القائمون على صناعة البورنو النسويّ إلى تعزيز وتمكين ممثلي هذه الأفلام ومشاهديها على حد سواء".
هذا النوع من الأفلام الإباحيّة يتميّز كذلك بجوانبه الأخلاقيّة، حيث يحصل الممثّلون على أجور منصفة مقابل عملهم، ويتلقَّوْن معاملة حسنة خلال التصوير. إذا شاهدتم شريطًا إباحيًّا نسويًّا، فكونوا على قناعة تامّة أنّ الممثّلين قد اختاروا المشاركة بمحض إرادتهم، وأنّهم يريدون أداء جميع الوضعيات الجنسية التي تشاهدونها على الشاشة دون إكراه. فكرة كهذه تُحوّل المقاطع إلى مثيرة بالنسبة للمشاهدين من الجنسين على حدّ سواء.

كلّ أنواع الوضعيات
لكن ما هي أنواع الجنس التي ترغب النساء في مشاهدتها؟ هل يكتفين بالقصص ذات الطابع الرومانسيّ وبمَشاهد العناق الخاطفة؟ هذا ليس ما أظهرته دراسة ماركيز حول أنواع المواد الجنسيّة التي تستمتع بها النساء. إذا كنتم تعتقدون أنّ البورنو النسويّ يدور حول مَشاهد رومانسيّة بلهاء، فأنتم مخطئون تمامًا.


تقول ماركيز: "ممارسة الجنس تقع في صُلب البورنو  النسويّ، والأفلام من هذا النوع تحوي جميع المضامين التي قد تجدونها في الأفلام الإباحيّة العاديّة... بدءًا من ممارَسات الحبّ الرقيقة وصولاً إلى أنواع مختلفة من الممارسات والوضعيات، وكلّ ما يقع بين هذا وذاك". وتفسّر الباحثة ذلك بقولها:

 "الفرق لا يكمن في نوعيّة المقاطع، إنّما في القاعدة الفلسفيّة".

كلّ أنواع الأجسام
ثمّة مسألة أخرى تتعلّق بأجسام الممثّلين. في جميع أفلام البورنو الخفيفة والمجلاّت المُعَدّة للرجال، تتشابه النساء في ما بينها؛ إذ تراهنّ نحيفات، بنهود ضخمة وشعر طويل وأظافر اصطناعيّة. أمّا في وسائل الإعلام والإعلانات التجاريّة ومجالات الأزياء، فيعمل الفوتوشوب ساعات إضافيّة على تصميم أجساد أنثويّة مثاليّة لحشرها داخل القوالب النمطيّة السائدة. كونوا على قناعة تامّة أنّكم  ستشاهدون في البورنو النسويّ ممثّلين بمختلف الأشكال والأحجام،
والخلفيّات العرقيّة والإثنيّة، والقدرات الجسديّة، والتعابير الجنسيّة والهويات الجندرية.


أظهرت دراسة ماركيز أنّ أحد الأمور الإيجابيّة التي تحصل عليها النساء من مشاهدة البورنو النسويّ هو رؤية أجساد وأنماط مختلفة مرغوبة ومشتهاة.  شاهدت هؤلاء النساء أفلامًا إباحيّة من النوع الفاضح (وغالبيّتهن لم يعرفن كيفيّة الحصول على أفلام نسويّة من هذا النوع)، إذ من غير المألوف هناك مشاهدة ممثّلات بجميع الأحجام والأشكال.
الكثير من النساء اللواتي قابلتهنّ ماركيز قلن إنّ هذه الأفلام ضمّت ممثّلات بأجسام تشبه أجسامهنّ، وهو ما ولّد لديهنّ شعورًا طيّبًا إزاء أنفسهنّ وإزاء أجسادهنّ. 

نشر على  موقع مجلة تى فى اكس أرايبا :
TV X ARABIA MAGAZINE
 بدون ذكر اسم كاتب المقال و باذن من زائرة مستمرة لجسدى
جسد الإنسان يجب معرفة طقوسه
وفلسفته أرضه وكواليسه وأسراره
الجسد هو الحياة نفسها، بكل تجلياتها
الجسد هو المسافة الفاصلة بين الحياة و الموت