بداية
يتزوج العروسان فنقول :يقضيان شهر العسل.
الذي يتزوج أكثر من زوجة و يهمل أموره: نايم فى العسل.
يسأل الطفل عن الجنس/النيك فيجيب:حلو مثل العسل.
إشمعنا العسل؟!!…..هذه هي الإيروتيكية.
مثل ماذا أيضا؟!!
..أنت تصف الشئ بأنه رائع ليس لأنه جميل و إلا
كنت قلت جميل..وإن كان جيد الصنعة والخلق ستقول بديع..ولو به مع الجمال
والبدع فخامة ستقول جليل وإن كان يتعدى جماله وبدعه وفخامته وجلاله إلى
الغير بالتأثير فهو مدهش ولو أثارت الدهشة منه الحكمة والتأمل فهو عظيم ..
أما إذا سألتك عن حبيبتك فستجدها رائعة..ثم ستقول جميلة !!
لأنك غير صادق..لكن الشعراء والأدباء فى كتابتهم صادقون..ويقولون رائعة.
لأن الرائع هو ما تدرك جماله كله و تريد
احتواءه و يتعدى أثره الجمالى إلى أثر عضو ما.. بأن يسيل اللعاب أو تدمع
العين أو تشم رائحة محددة ونادرة أو تثار الشهوة بالإنتصاب
أو نفور الحلمات..ولهذا عندما كتب يوسف إدريس قصته عن سفينة قادمة من
الخارج ترسو قى ميناء الأسكندرية رأى كل مصر متجسدة في كل الأسكندرية فقط
من نظرة تجاهها فهتف: إنها رائعة!
[شذرات من خطاب فى العشق للولان بارت]..عندما لا يتمكن العاشق من التعبير عن ميزة شهوته للمعشوق يستعمل كلمة عادية جدا: “رائعة”!!
إن كلمة رائعة هى أثر تعب سطحي. إنه تعب اللغة..و أشد ما تتعب اللغة أمام الإيروتيكية.
فماهي الإيروتيكية؟!!
هذه الكلمة التى نضعها في صندوق جوجل للبحث فتظهر لنا نساء كاسيات عاريات..
هذه الكلمة التى لا نريد لها أن نستخدمها ويكون
قدرها ككثير من الكلمات على لسان المثقفين تأخذ معناها من كثرة النطق بها
لا من تأصيلها كفكرة..فإن قلنا إن الإيروتيكية من الإيروس والإيروس هو إسم
(الغريزة الجنسية التدميرية) التي صكها فرويد في بدايات
القرن العشرين مع التطلعات نحو الحرب العالمية الأولى..والإيروس قديم
بالطبع قدم الفن والأنسان؛ لكن كان له مكانه في نظرية فرويد في التحليل
النفسي؛ الذي رد سلوك الإنسان إلي العقل اللاواعي الذي تسيطر عليه الغريزة
الجنسية ومفراداتها منذ ولادته..فنجد أن عصر التنوير في أوروبا أشتهر
بالتحرر وزيادة اللوحات التي تعرض لمحتوى إيروتيكي وجنسي كما أن الشعر
العربي يكاد ينفجر من كم النهود والأفخاذ والأرداف والقيان والمحظيات
والجواري والإتيان والقبل والريق الحلو؛ ويكفى أن (ألف ليلة وليلة) ماهو
إلا نص إيروتيكي عملاق !!
وهنا الإيروتيكية ليست سفالة بلا مبرر، ولا
زيادة في الترف أدت إلي إنحلال أخلاقي كما يفسرون تاريخا مثل العصر
العباسي؛ إن الفيلسوف الفرنسي (جورج باتاي) يصرح بأن “الإيروتيكية تؤدي
وظيفة إذابة الحدود بين (الذات الإنسانية) و(الإنسانية)”. ويضيف بعمق أن
“الرغبة الإيروتيكية هى الرغبة في تجاوز التابوه” وهذا يعطينا معنى ما
للتحديد الإيروتيكي(فهي ليست الجنس فقط ولكن الحرية في الجنس..التمرد
بالجنس)..إن الإيروتيكية عند (باتاي) ليست ترفا ولا رذيلة ولكنها جانب من
“صراع الإنسان مع نفسه”