يـقول الـشاعـر فـي مـقـدمـة هـذه الـمـجموعة « إحدى وعشرون (رؤية متداخلة )، دعمتهن بسطر من قصيدة للشاعر « صاموئيل بيكيت»..
*» أمطار الصيف تمطرني
حياتي تمطرني
حياتي التي تمتهن الهرب
من بدايتها
الى نهايتها».*
واحدة
الأرداف الكبيرة مسرعة
من سفح التلة
زورق أبيض يمضي
فليخرج الجميع! فليخرج الجميع!
عند النافذة
أقف منتظراً ضياعي
يمر بعيداً
اثنتان
الاستمتاع بالأعشاب
ينحني ينحني
في مهب الرياح
ظل وارف
يمضي ...يمضي
نحو البحر
ثلاث
مُهر السباق
لا مجال للرخاوة ها هنا
أفكارٌ متنافرة
أسطر عجلى
أنا أملك وقتي
يطير مني
أربع
أنظر وأتلفت
تارة أُخرى
أنظر وأتلفت
كل تلك الفراغات تمرُّ
ماض ٍ بلا مبالاة
ليعترف ويتطلع
مسبقاً في التلابيب
هابطاً للأسفل
خمس
أعلم إن الجفون
بكسل تُغلق
عن هذا العمى
الذي لم يُرَ أبداً
الذي لم يُرَ أبداً
ويحتاج أن.....
ست
عدْوٌ وركض
مستوياتي المهاجرة
أوليس مولودة
أوليس ثانوية
لا حاجة لهذه الفتنة
قف وتأمل المنبوذ
يمرُّ حاملاً جرسه
مع جرسه
سبع
الغيوم تتوالى من الخليج
وقت المغادرة
أشكال مظلمة متكتلة
وداعاً يا صيفي
خذْ معك
كل صالحاتي
لكن اتركنا هاهنا
لنرى رحيلك:
إن تعمد الغياب
لا بد أن يحتاج شهوداً
حيث متعة أخرى
لكن سرعان ما تغادر
وأنساك
ثمان
وعندما تغير السنة القديمة
الأخبار المتجددة
تبقى تبحث عن العزائم نفسها
تبقى مسرعة نحوي
مسرعة نحو القبر
بأقصى سرعة ٍ أنا أجرأ أن أذهب
أو ربما ممكناً
تسع
في احدى تلك الليالي غير جذابة
نحافتي هي أزياء لمنخوليا حزينة
تعتصر جفاف هذه الدموع الرائقة كفاكهة
تحفر بأزميل خُراج نزوتي
كل تلك الوريقات القديمة :
ذاكرتي
التي ببرودة يجب عليَّ قطعها بعيداً
أو مرة أُخرى
أو مرة أُخرى تفنى بين الطين
فهذه أمور ثانوية
لعنة- مريرة تحني
نموي المستقيم
الذي لم يكتب له الاستقامة
لا يحدق جبل الجليد المتسلق نحو
عجزي و وهني
عشر
يأمر بوزن الأشياء
يدفع بسخاء
ولديَّ الطلب نفسه
و لكن أيضاً تخشى
أن تعصى الأوامر
إحدى عشرة
لو كان بمقدوري التسبب بهذا الرجاء
وأدع كلامها
ما الذي أُصغي اليه
لا شيء: سوى صمت
انتهائي من الكلام
اثنتا عشرة
هل بمقدوري الذهاب
و تبقى جالسة على المتراس
نزوة العابثين
تُبصر ُ رجالاً نائحين
في الخفاء
ثلاث عشرة
لدي حكايات عدة أحكيها لك
اذا كنت لها من المصغين
هل أنت
الآن،... مستمع إلى صمتي
فهو البداية والنهاية
لكل تلك الأساطير
وهي ليست بالطويلة
هل أنت مصغٍ
أربع عشرة
هل يمكنك سماع صراخي
أو هي الريح
عالية جداً الليلة
بلا جدوى
لا توجد هناك أي مقارنة
كنت مولوداً وسط رياح عاتية
خمس عشرة
خَلَقنْا نقطة التحريم
لحبنا
واقعية هي
نحب أنفسنا وليس بعضنا البعض
اذن لماذا ننكر
أي َّ شيء
ست عشرة
أنظر الى نفسي
هناك على الطاولة
هناك كتاب مفتوح
كل حياتي الماضية
الصفحة الأولى: لا جدوى
أينما بدأت
قراءتك
ثم تكتبها
إذن لا تسأل
عن النهاية
أنا لم أخترها
سبع عشرة
خصر امرأة كبير
بين أوراق سرخس على التلة
عندما تغطي الغيوم
تتجمد فحسب
عندما تمر
تُكونُ شكل إعجازي
امرأة الضوء
ومجهولة لدي
ثماني عشرة
أشكال في المصير
على التلال تنتصب مع
حجر -الكلب قُبالة الشمس
تدفن كتابة مؤرخة
لكل خط
وأنا في كل ناحية
هنا وهناك معهم
و عادة ما تبدو نظرات تحديقهم
مباشرة نحويَّ
وتحت مكان
لست متأكداً منه وتنظر بصعوبة
لكننا دائماًً راحلون
تسع عشرة
أظنُ
إن هناك خطباً ما في خاصرتيَّ
فهي باردة كل الوقت
أعدت حساباتي معها
هي راحلة ٌ الآن
عشرون
إن تعلم إني أديت الآلاف من المشاهد الدرامية
من أداء كتاباتي
كل يوم
أنت تكون متفاجئاً
كلنا كنا خائفين
عندما الليل يحل
إحدى وعشرون
سنابل الشوك
مدميةٌ في الشرفة الرمادية
طيور الغرنوق عندما مرتْ
نحو الجدار الأبيض
هناك مجزرة في هذه الريح
وأنا في رؤيا متداخلة
* قصائد هذه المجموعة تتناص مع قصيدة للشاعر صاموئيل بيكت اعتمدها ( نيك راوسين)، كانت قد ترجمتها من الفرنسيّة المترجمة (إيفان الدراجي) والنصّ الكامل أُخذ من:
Collected poems in English and French
Samuel Beckett 1977
الملفت للانتباه إنّ الشاعر لم يهتم كثيراً لعلامات التنقيط و لم يضع أي نقطة في نهاية كلّ قصيدة.
* النصّ الكامل المترجم للقصيدة الفرنسيّة التي بدأ فيها الشاعر مقدمته:
*» أمطار الصيف تمطرني
حياتي تمطرني
حياتي التي تمتهن الهرب
من بدايتها
الى نهايتها
طريقي : رمال متدفقة
بين الحصى والكثبان
أمطار الصيف تمطرني
حياتي التي تمتهن الهرب
من بدايتها
الى نهايتها
هناك فضائي
عندما الضباب المنحسر
عندما أكون ربما قيد خطوة
عن تلك العتبات الدوارة الطويلة
أحيا فضاء ذاك الباب
الذي يغلق ويفتح.