ينطلق فى محراب جسد
من أن هناك معبداً وحيداً حقيقياً على هذه الأرض، هو جسد الإنسان يجب معرفة طقوسَ هذا المعبد وفلسفته، أرضه وكواليسه وأسراره، جنونه وفجوره وهلوساته، حقائقه وأقنعته وأكاذيبه، صوره وظلاله وتجلياته، الجميلة منها والبشعة، الملموسة والمجرّدة، الحسيّة والروحانية على السواء، في تصميمٍ مثقّفٍ ورصينٍ وعارف وعنيد على كسر أغلال المحرمات - توقاًً إلى أعلى سماءٍ للحرية بستحقها يد كل كاتب وعالم وفنان في هذه الحياة.

سليف شرعية : بقلم / زائرة مستمرة لجسدى


العلاقه السادية هي تلك العلاقه التي تجمع ماستر وسليف لكل منهما خصائصه ومميزاته وحقوقه وواجباته ، وربما يظهر للجميع أن السليف هو الطرف المتحمل لأعباء العلاقه وأن الماستر هو الشخص الخالى تماما من الضغوط ، ولكن هذه الرؤية خاطئة تماماً ، فإن الماستر ليس فقط شخص مفكر محلل كما ذكرت من قبل ، بل هو أكثر من ذلك ... فالماستر الناجح لابد أن تتوافر فيه صفة معينة هامة جدا، قليلا من يستطيع التميز بها ... وهذا هو المميز للماستر الحقيقي ، ألا وهي عدم إظهار شهوته أمام مملوكته ، ولكن لماذا!!
لأن المسافة التي تكون بين الماستر والسليف كلما كبرت كلما زادت قوة هذه الرابطة ، وأعني بالمسافة الوضع السيادى بالعلاقه ، فكلما كان الماستر عالياً منزهاً وكان السليف ضئيلا وكأنه كم مهمل كانت العلاقه بينهما أوقع وأقوى ، وأهم ما يحدد تلك المسافة بينهما هي "الحاجه" فلكل انسان حاجاته التى يود تلبيتها والتي تجعله في موضع ضعف للحصول عليها من غيره .
وإن أظهر الماستر شهوته أمام مملوكته أحست بأهميتها وبأنها هي القادرة على سد حاجة مالكها ، فتقترب المسافة بينهما حيث يتحول الامر بلحظه من كونها خاضعه ضعيفه إلى كونها تملك شيئا يتمناه مالكها ، وهذا يفقد كلاهما القدرة على الاستمتاع ، ولكن إن كتم المالك شهوته ولم يشعر مملوكته بأنه في حاجة إلى أي شيء منها بل وأنه إن تفضل وأقام تلك العلاقه فإنما هو يقيمها من أجل امتاع مملوكته المطيعه أو من أجل عقاب مملوكته المتمردة فتزداد حينها المسافه بينهما وتتملك السليف فكرة أنها في حاجة دائمة إلى شخص ليس في حاجة لها .
وهذا ما يحدث تلقائيا في نفس أى سليف إن رأت ماستر لحوح في التعرف عليها والتودد إليها ، فإنه وقتها يفقد احترامه ومكانته في عينها ولابد أن يدرك حينها أن تلك العلاقه لن تنجح أبدًا .
ولكن السؤال هنا هو : من المسؤول عن نجاح هذه العلاقه أو فشلها ؟؟؟
ربما يقول البعض "كلاهما" وهذا كلام غير صحيح ، فالخاضع بطبعه منفذ غير مفكر ، لا يسعى وراء التحليل والتفكير بل إن كل ما يحركه مشاعره وانفعالاته التي مردها اللاوعي الخاص به والذي يتأثر بمعاملة الماستر ومنهجه في إقامة هذه العلاقة .
بخلاف الماستر الذي يعتمد دائما على التفكير الشديد وقوة الملاحظة وتحليل انفعالات الخاضع تجاه كل شيء حتى يستطيع أن يحدد نقاط الإمتاع ونقاط الإشباع ونقاط العقاب الرادع الذي لا يحقق أي متعه.
وهذا يوضح لنا أن السبب في نجاح العلاقه أو فشلها هو الماستر .. فإن استطاع قراءة الخاضع مشاعره وانفعالاته كانت العلاقه ناجحه ، لكن إن اهتم الـmaster برغباته وشهواته مهملا ردود فعل الخاضع فسيترك هذا الإهمال ترسباته في اللاوعي الخاص به ومن ثم يتكون عنده شعور قوى بازدراء تلك العلاقة ، وكل ما يشغله حينها كيفية قطع هذه الرابطة .
وعندما يصل الـslave لهذه المرحله ينتهى دور الماستر هنا ويخرج الأمر من سيطرته ، وتبوء كل محاولاته لتصحيح أخطائه بالفشل، ويكون الـslave ظاهريًا هو الذي أنهى العلاقه بينما المحرك الرئيسي هو الـmaster .

جسد الإنسان يجب معرفة طقوسه
وفلسفته أرضه وكواليسه وأسراره
الجسد هو الحياة نفسها، بكل تجلياتها
الجسد هو المسافة الفاصلة بين الحياة و الموت