ينطلق فى محراب جسد
من أن هناك معبداً وحيداً حقيقياً على هذه الأرض، هو جسد الإنسان يجب معرفة طقوسَ هذا المعبد وفلسفته، أرضه وكواليسه وأسراره، جنونه وفجوره وهلوساته، حقائقه وأقنعته وأكاذيبه، صوره وظلاله وتجلياته، الجميلة منها والبشعة، الملموسة والمجرّدة، الحسيّة والروحانية على السواء، في تصميمٍ مثقّفٍ ورصينٍ وعارف وعنيد على كسر أغلال المحرمات - توقاًً إلى أعلى سماءٍ للحرية بستحقها يد كل كاتب وعالم وفنان في هذه الحياة.

تَعلّم كيف تقرأ لوحة إيروتيكية



تَعلّم كيف تقرأ لوحة إيروتيكية: العري لم يعد كما كان!

عبدالاله مجيد
يستطلع الباحث المختص بتاريخ الفن فلافيو فبرارو في كتابه "كيف نقرأ الفن الايروتيكي" تاريخ هذا الفن القديم مشفوعا بحشد من اللوحات والرسوم والنقوش والمنحوتات وأعمال ايروتيكية من سائر انحاء العالم، عبر التاريخ البشري بكل مراحله. ويضم الكتاب لوحات فنانين مثل دافنشي وبوتيتشلي ورفائيل ومايكل انجلو وبيرو ديلا فرانسيسكا وبيكاسو وتيتيان وكيث هيرنغ وعشرات آخرين مع أعمال ايروتيكية من الصين واليابان والهند والشرق الأوسط. ويقول الكاتب ان الايروتيكية موضوعة عامة افتتن بها البشر منذ الزمن الغابر ولكن العري في الفن شهد تحولات في المراحل المختلفة من تطور الحضارة. فان عاريات ايغون شيلي يختلفن اختلافا كبيرا عن عاريات روما القديمة.
وينطوي الفن الايروتيكي على معان متعددة الأشكال. فهو يكشف الكثير عن حضارة عصره وثقافته وسايكولوجيته. وقد يكون جميلا أو عدوانيا أو مهدِّئا أو طيبا أو جامحا أو مجنونا. ويضم الكتاب هذه الأنواع كلها بين دفتيه بألوان غنية وتفاصيل مثيرة ونصوص تقدم اضاءات تدل الى طريقة جديدة في قراءة الأعمال المختلفة. انه كتاب يهتك استار الفن الايروتيكي. وتشهد الايروتيكية منذ سنوات انتعاشا لم يُعهد له نظير. ففي منتصف عام 2006 أُنشئ المتحف البريطاني للفن الايروتيكي صالونا فنيا على الانترنت. وقال مؤسسو المتحف انه يهدف الى تقديم توليفة جذابة من الأعمال الايروتيكية المعاصرة والكلاسيكية والقديمة مع التشديد على الفن الحديث. ويستضيف المتحف بانتظام معارض فنية على الانترنت لأعمال أشهر الفنانين الايروتيكيين فضلا عن المواهب الفنية الصاعدة.
وفي مجال الرواية تربعت ثلاثية "50 درجة من الرمادي" الايروتيكية للكاتبة الاميركية إي ال جيمس على عرش الكتب الأكثر مبيعا طيلة اسابيع قبل ان تنحيها رواية ايروتيكية اخرى حطمت جميع الأرقام القياسية. إذ زادت مبيعات الكاتبة الأميركية - اليابانية سيلفيا داي من روايتها "منعكسة فيك" على 80 الف نسخة من الغلاف الورقي في غضون ستة ايام فقط في بريطانيا محطمة الرقم الذي سجلته ثلاثية جيمس في الأسبوع الأول من نشرها.
وفي السينما تتوالى العقود لتمثيل روايات ايروتيكية على الشاشة الفضية. وكان احدثها شراء حقوق الرواية الايروتيكية التي تستوحي سلسلة "الغسق" على خطى رواية "50 درجة من الرمادي" قبلها. وقالت صحيفة هوليود ريبورتر ان شركة كونستانتين فيلم والمنتج جريمي بولت تعاقدا على شراء الحقوق السينمائية لرواية "الوغد الجميل" وان قيمة العقد بلغت 500 الف دولار. وتدور احداث الرواية حول طالبة الدراسات العليا كلوي ميلز وعلاقاتها المعقدة لكنها مشبوبة بالعاطفة مع استاذها بنيت راين. وكانت الرواية نُشرت في البداية على الانترنت حيث جرى تفريغها أكثر من مليوني مرة قبل ان تقرر الكاتبة كريستينا هوبز سحبها وتطويرها الى رواية أطول ثم اصدارها في طبعة ورقية. واعرب فيليب ستون محرر الجداول البيانية لمبيعات الكتب وايراداتها في شركة بوك سيلر عن اعتقاده بأن هذا الرواج يؤكد "ان الايروتيكا ظاهرة مقيمة وليست عابرة".
جسد الإنسان يجب معرفة طقوسه
وفلسفته أرضه وكواليسه وأسراره
الجسد هو الحياة نفسها، بكل تجلياتها
الجسد هو المسافة الفاصلة بين الحياة و الموت